ملاحظة لغوية
كلتا الكلمتان خان و خاقان تعدان مترادفتان بحيث أن معناهما واحد و هو حاكم أو ملك فى حين أن لفظ خاقان فيه تعاظم على لفظ خان حيث يشابه فى معناه اللقب الفارسى شاهنشاه و معناه ملك الملوك ، و يكتب اللفظ فى اللغات الرومانسية هكذا Khâgan
و اللفظ خان أو قان من أصول مغولية أو تركية و الأغلب من أصل مشترك حيث تتشابه اللغتان الى حد بعيد فى أغلب مفرداتهما. و لدى الصينيون تحوير ثالث للقب خان و تعريبه هان، و تكتب كلمة خان هكذا بالصينية
可汗 .
و الخان أو الخاقان إسم مذكر ، مؤنثه ختون و خانوم و ربما يرجع اللقب المؤنث هانم الى مؤنث النطق الصينى للكلمة، هان .
و فى حين أننا نجد أن كلا الإسمان مستعملان فى الخطاب التاريخى العربى ، نود الإشارة الى إستهجاء أسيوى لنفس الللقب ألا و هو القان (هذا الى جانب المرادف الصينى هان).
تجدر الإشارة أيضا فى هذا المضمون أن الأسم الذى إشتهر به موحد أمبراطورية المغول ، جنكيز خان أو جنكيز قان ، هو فى الواقع لقب ترجمته الحرفية هى حاكم المحيط بمعنى حاكم العالم
، فى حين أن إسم هذا القائد الأصلى هو طيموجين.
مع مقارنة المرادفات الثلاث ، خان خاقان و قان ، و التفكر فى معناهم نرى أنه ربما هناك علاقة بين هذا اللقب و معناه المشتمل على الحكم و أصل كلمة القانون.
هنا نرى إمكانية القرابة بين القان الذى يسن القانون. و هى قرابة إن كان حقيقية فهى تشابه القرابة بين بين كلمة السياسة و أصلها اللغوى و هو الياسا و هى التشريعات التى وضعها جنكيز قان عند جمع قبائل المغول تحت رايته و إنتصاره على ممالك الصين الشمالية.
نود أيضا مقارنة التركيب اللفظى فى الألقاب شاهنشاه و قائمقام مع تركيب خاقان ، أما فى اللفظين السابقين فلا يخفى الأثر التركى و إن كانت شاهنشاه فارسية ، أما فى اللفظة الثالثة فربما تدل على أن قان قد يمثل الجمع للمفرد خان.
من الممكن أيضا وجود قرابة لغوية بين لفظ خاقان و كلا من اللقب اليابانى شوغان و اللقب العبرى حاخام ، و إن كان فى الأغلب تشابه عابر . حاخام تتصل بالمصدر حكم و معناها حاكم أو بالأحرى حكيم ممما يدفعنا لمقارنة الأحرف حـ كـ م و الأحرف خ / ق ن
أما الحرفان ح و خ فهما قابلين للتبادل فى علم و تاريخ أنساب الأسماء , نجد كذلك تقارب صوتى بين الحرفين ك و ق الى جانب تقارب مكانى إن صلح التعبير بين الزوج م و ن حيث نجدهم متجاورين فى معظم الأبجديات
كنت أتسائل ما اذا كانت الحروف خ و ه و ح قابلة للتبادل مع حرف أو صوت شين مثلما هو الأمر مع والحروف أو الأصوات اللاتينية c ch kh k
فربما ساعد ذلك على يشير ذلك الى أصل مشترك للقب المغولى خان و قان و مقابله الفارسى شاه ، و لكن هذا غير صحيح لأن تسمية شاه إنما ترجع الى السانسكريتية گذشته.
يجدر التساؤل أيضا عن تاريخ استعمال هذا اللقب فى أراضى السند و فارس.
كذلك أفتقر الى أصول و تاريخ غستعمال هذا اللقب، و إن كا ن هنالك إشارات تعود الى ما قبل عصر جنكيز بزمن. فعلى سبيل المثال نجد أن البلغار النازحين من القوقاز الى أراضى التراقيين فى القرن السابع الميلادى تأسست إمبراطوريتهم اﻷولى حوالى عام 632 م على يد ملكهم المسمى خان أسباروخ ابن المك خان كوبرات .
و الذى انتصر من ضمن آخرين على مملكة اﻷفار فى الغرب و التى كانت أيضا تعرف بالخاقانية.
و قد قدم اﻷفار أو اﻷواريون و البلغار من القوقاز ، و يعتقد أن اﻷفار اﻷوربيون قد يعودوا فى أصولهم للروران ( تان تان أو شيانباى) ذوى الأصل المغولى و الذين إستعملوا لقب الخاقان منذ القرن الثالث الميلادى. هذا الى جانب أن البلاد التى سكنتها الشعوب التركية فى حقبة ما بعد إنهيار إمبراطورية الرومان كانت تعج بالخانات (خانقاه) مثل الخزر و الأفار .
و ﻻ يسعنى اﻻ أن ألمح الى تقارب الخاقان و بالتحديد اللقب اﻷقدم المستعمل لدى المغوليين اﻷول ، كيهان (可寒) مع الألقاب السامية كاهن و حاكم . و من التحوير العبرى لكلمة الحكمة ، خُخمة، نجد المرادف للحاكم أو الحكيم فى العبرية هو حاخام أو خاخام و هنا نجد وضوح قى تشابه اﻷخيرة مع اللقب المغولى ثم التركى ، خاقان.
No comments:
Post a Comment